الثلاثاء، كانون الثاني ١٦، ٢٠٠٧

نهاية زمن التيه



طال زمن التيه
وما عدت اعرف إلى أين يحملني الموج الساخط
والى أي الجهات سيتوجه مركبي التعب

رأيت فيك مرساتي في بحرٍ تتقاذفني أمواجه
وشعرت بك مينائي الذي أتوق للرسو عليه بعد طول تيه وانتظار

لكن كيف بها عيونك التي تتقن لعبة القساوة أن تكون مرساتي
وهي التي تجذبني لأغرق فيها كل مرة اكثر واكثر

تتهرب مني عيونك
ولا أدري هل هي تخشى الرسو في عيوني
أتخشى أن أكتشفني فيها
أم أنها تخاف أن تتعلق بي كما أنا بها متعلقة

هل سبق وان إكتشفَ أحد قبلي سر هذه العيون
هل عرفوا معنى المد والجزر على ضفافها
هل عرفوا معنى أن تسرقك نظرة من كل من حولك
وتجعلك تتحلل من كل القيود
فترغب السباحة فيها ولها فقط
هل فض بكارة قسوتها أحد قبلي
هل استطاع أحد أن يخترق كل الدروع
هل اجتازوا تلك الأسوار التي أتعبتني واجتذبتني إليها

نفضتَ أكوام الحزن المتراكمة على عمري
وصقلتَ بلورةً ضاع بريقها لكثرة ما تعرضت لمآسي
ونحتَ في القلب المُثقل بالأوجاع أملاً ما كان من قبلك
واستفزيتَ الطفل المُشاكس في أعماقي الذي عانى من الكهولة في عز الشباب
وصالحتني على قلمي المهجور وأوراقي البائسة

فهل أنت الفارس الذي سيختطفني من حزني
وهل أنت من سيرسم نهاية زمن التيه
وينقلني إلى عالمه الجريء المتجدد
وهل أنت من سيخط على عمري القادم تفاصيله

كم أتمنى
فقد انتشلتني نظراتٌ منك خاطفة
مع إني اعلم أنها كانت تتهرب من لقاء عيوني
وكلماتك كم شعرت بها حائرة على شفاهك
تريد أن تبث إلي كلماتك بالكثير لكنها مترددة حائرة

فكُن في سمائي الغيمة
وكُـن الرعـد والإبـراق
ولتهل أمطار الخير على يديك
تروي صحارى عمري التعبة العطشى
وكُن لي البسمة التي تفني الدمعة
وامسح عن أحداقي مُلحقات الدهر
وعن جبيني آثار الزمن الظالم

ولأعود بين يديك طفلة
فما عرفتُ من طفولتي إلا الأوجاع
وكانت مرضعتي دُنيا غدارة ليس في حُضنها إلا الهلاك
ومهدي كان الشوك القدري

وسأكون لك عمراً جديداً
ودُنيا جديدة
تخط لك القادم بتفاصيل مختلفة
خلاقةً بقبيلة النساء التي تنتظرك لتخرج فتزين عالمك

انتظرك
لأكون المرأة التي تحتاج لتعيش كما تريد
أُريد أن أُحلق على يديك من جديد
وسأعمل على أن تولد أنت بين يدي من جديد
فنكوِّن الثنائي الذي لم يسبق له مثيل
وأعدك انك كل يوم ستجدني بحلةٍ جديدة
ستعيشها وتحبها اكثر
وأعدك أن تعود طفلا من جديد
ومشاكساً مراهقاً مرة أخرى فأجعلك تعيش عمرك من جديد
وسأعيش عمري بأفيائك كما أتمناه
فأنت وحدك القادر على إعادة تشكيله
وتذوقه معي بطعمه المتفرد الاستثنائي

أعدك بأن لا تندم
إلا على الوقت الذي قضيته بدوني وبعيدا عني
أعدك بأن أعوضك عن سنين الجفاف والحرمان
وأُعيد إليك العمر الذي مضى
لأني اعلم أنك وحدك من سيعيد لي ابتسامتي
والتي بدورها سوف تثمر سعادة تتراقصُ حولك ولك

أنت الميناء والمرسى
أنت الأمل والفرح المُعتَّق لي مُنذ الأزل
أنت المُنتظر من زمن الغابرين
فكن لي لأكون لك
لاني أُحبـك

ليست هناك تعليقات: