آه يا خريف العمر القادم لا محالة
ما كنت أظن انك إليَّ واصلٌ بهذه السرعة
كأني لم أُحسن العدّة لهذه الأيام
كأني بي وقد جمعتُ من نور الشمس في جراب
أو كأني قد عبأت من ماء النهر في غربال
وكأني حصدت من السراب زاداً إدخرته في الأوهام
وها أنا أتفاجئ بالخريف القادم في عز الشباب
القادم يختلس أحلى سنين العمر
يا خراب العمر المتناثر أشلاءً
أراني حولي حُطاماً ينتظر الآتي
والمستقبل يتناثر شظايا تكرر الماضي الأليم
يا ساعاتٍ تمر كأنها سنوات وتعبث بالكينونة
وتلعب بتصاريف الزمن الأسير لأقدارٍ ما خطّت غير العذاب
نحتار ....هل هذه بداية النهاية أم نهاية البداية
ماذا بعد يا زماني التعس.... ماذا بعد أيها المسكون بالخفايا والأسرار
أليس من بارقة أمل في فرحٍ قبل أن تذبل جميع أوراق شجرتي.
أليس من وردةٍ تُزهر في آخر العمر فتنثر عبيرا يغير مجرى الآتي
جاء الخريف وما بقي إلا النهاية
ترى هل تراف بي فتكون سريعة خاطفة
ام تعذبني ببطيئ اسقاطها لاخر الاوراق الذابلة !!!