الخميس، كانون الثاني ٢٥، ٢٠٠٧

أين الهروب





إلى أين الدروب تهرب وكلها تؤدي إليّ

إلى أي الجهات تتوجه وفيها جميعا ستجد عيني

إلى من ستشكي وروحي ترفرف حولك تسمع حتى نبض قلبك

وتراقب النسيم حتى إن داعب وجنتيك

تأتي على عجل

تستفز قلبي ..

واشعر بقلبك يكاد يحطم أضلعك ويقفز بين يدي

اشعر به سيغادرك ويطلب اللجوء إلي مدائن حبي


إلى أين تهرب مني ولا غيري لك

أين الملجأ مني

ولا مهرب مني إلا إلي

الثلاثاء، كانون الثاني ١٦، ٢٠٠٧

للرجــــل الشرقي مع التحيــــة



ماذا لو انك أعطيت أختـك حقها مثلمـا تتمنى لنفسك ؟؟؟؟
ماذا لو انك ساعدت زوجتك لتنجح مثلما تطمح لنفسك ؟؟؟؟
ماذا لو انك أسعدت ابنتك كما تسعى أنت لسعادة نفسك ؟؟؟

أيها الرجل الشرقي يا الأخ والزوج وقبلا الأب
يا أيها السند والعون ... يا أيها العضد الأول والأخير للمرأة
لما لا تراني وأنا منذ الأزل بجانبك
أنا اليد الحنونة التي ربتت على كتفك إذ تلاعب بك الموج في بحار الوحدة
أنا الماء العذب الذي روى عطشك إذ ضربتك الشمس بأسواطها اللاذعة في صحراء الغربة
أنا الألوان في جنتك والياسمين الذي عطّرها
أنا الحب الذي جعل لحياتك طعماً ومعنى
أنا نصفك فكيف لا تراني
يا أخي الذي حملنا رحم واحد وقاسينا الألم ذاته
يا زوجي يا الذي توحدت معك ووهبت لك كلي
يا الذي يزرع فيَّ أغلى ما عنده أنا أرضك التي تضمك بكل ما فيك
أنا التي قبلتك بكل متناقضاتك وغفرت كل هفواتك
أنا أرضك فكيف لا تراني إلا على السرير
يا أبى يا الذي نثرني في رحم أمي بذرة ورعاها بعد أن خرجت للدنيا حتى صارت شابه
أنا فرع من أصلك فكيف لا تراني ولا تشعر بوجودي
إلا عندما يعتريك الخوف من العار الذي تشكله لك الابنة اللعنة
فتتمنى لو أن الوأد لا زال شريعة تُداري بها حظك الرديء

يا صديقي ...أنا المرأة نصف المجتمع ووردة الحديقة وعطر الحياة
فلما تريد دائما أن تدوس تلك الوردة وتقتل العطر في أوصالها لما يا صديقي لا تقبلني الرفيقة والزميلة

فأنا أعرفك أيها الرجل الشرقي يا من لا يقبل إلا بأدوار البطولة المُطلقة
اخترتك لتكون بطلي فهنئني على حسن اختياري وتوّجني بطلة لقصتك وشريكة بالمناصفة لحياتك
يا أميري لا أريد هدايا ولا جواهر .... لا عقودا ولا أساور
أريد فقط مكاناً بجانبك مليئا بالحب والدفء والحنان.....أُريدني أن أكون معك دائماً

خريــــف العمــــــر


آه يا خريف العمر القادم لا محالة
ما كنت أظن انك إليَّ واصلٌ بهذه السرعة
كأني لم أُحسن العدّة لهذه الأيام
كأني بي وقد جمعتُ من نور الشمس في جراب
أو كأني قد عبأت من ماء النهر في غربال
وكأني حصدت من السراب زاداً إدخرته في الأوهام

وها أنا أتفاجئ بالخريف القادم في عز الشباب
القادم يختلس أحلى سنين العمر
يا خراب العمر المتناثر أشلاءً
أراني حولي حُطاماً ينتظر الآتي
والمستقبل يتناثر شظايا تكرر الماضي الأليم
يا ساعاتٍ تمر كأنها سنوات وتعبث بالكينونة
وتلعب بتصاريف الزمن الأسير لأقدارٍ ما خطّت غير العذاب
نحتار ....هل هذه بداية النهاية أم نهاية البداية
ماذا بعد يا زماني التعس.... ماذا بعد أيها المسكون بالخفايا والأسرار
أليس من بارقة أمل في فرحٍ قبل أن تذبل جميع أوراق شجرتي.
أليس من وردةٍ تُزهر في آخر العمر فتنثر عبيرا يغير مجرى الآتي
جاء الخريف وما بقي إلا النهاية
ترى هل تراف بي فتكون سريعة خاطفة
ام تعذبني ببطيئ اسقاطها لاخر الاوراق الذابلة !!!

المستقبل الأخرس



كم من الأعمار سنفني ونحن ننتظر القادم المجهول
وكم من التضحيات سنقدم لما قد يكون فيه نهايتنا

فيا أيها القادم ألا أفصح عنك
واظهر لي ما تخبئ
فقد أتلفت عمري بانتظارك
وأرَّقتَ ليلي بمفاجآتك
وسرقت مني أحلى سني عمري
وأرديتني على جمر الانتظار أتقلب
وبين أنياب التكهنات أتعذب

اسقط اخر الاورق في شجرة العذاب
وأطلق اللسان الاخرس ليبوح بالقادم المجهول
اطلق للروح عنانها لتسبح في فضاء حرمت منه منذ الازل
وهات الي باخر الاوراق لاضيف الى سطور الشقاء سطرا اخر

أيها القادم من رحم الغيب
إن كُنتَ تقدِر
اعد طلاء قلبي المتفحم بألوان الحياة
ورمم مدينة أحلامي التي تهاوت بزلازل الأقدار
واعد الحياة إلى شاطئ أحلامي المهجور الميت
تسلل إلى مساماتي وشيّد بين قلبي وقلبك جسورا لا تتهاوى
وعلاقة لا تذوي

نهاية زمن التيه



طال زمن التيه
وما عدت اعرف إلى أين يحملني الموج الساخط
والى أي الجهات سيتوجه مركبي التعب

رأيت فيك مرساتي في بحرٍ تتقاذفني أمواجه
وشعرت بك مينائي الذي أتوق للرسو عليه بعد طول تيه وانتظار

لكن كيف بها عيونك التي تتقن لعبة القساوة أن تكون مرساتي
وهي التي تجذبني لأغرق فيها كل مرة اكثر واكثر

تتهرب مني عيونك
ولا أدري هل هي تخشى الرسو في عيوني
أتخشى أن أكتشفني فيها
أم أنها تخاف أن تتعلق بي كما أنا بها متعلقة

هل سبق وان إكتشفَ أحد قبلي سر هذه العيون
هل عرفوا معنى المد والجزر على ضفافها
هل عرفوا معنى أن تسرقك نظرة من كل من حولك
وتجعلك تتحلل من كل القيود
فترغب السباحة فيها ولها فقط
هل فض بكارة قسوتها أحد قبلي
هل استطاع أحد أن يخترق كل الدروع
هل اجتازوا تلك الأسوار التي أتعبتني واجتذبتني إليها

نفضتَ أكوام الحزن المتراكمة على عمري
وصقلتَ بلورةً ضاع بريقها لكثرة ما تعرضت لمآسي
ونحتَ في القلب المُثقل بالأوجاع أملاً ما كان من قبلك
واستفزيتَ الطفل المُشاكس في أعماقي الذي عانى من الكهولة في عز الشباب
وصالحتني على قلمي المهجور وأوراقي البائسة

فهل أنت الفارس الذي سيختطفني من حزني
وهل أنت من سيرسم نهاية زمن التيه
وينقلني إلى عالمه الجريء المتجدد
وهل أنت من سيخط على عمري القادم تفاصيله

كم أتمنى
فقد انتشلتني نظراتٌ منك خاطفة
مع إني اعلم أنها كانت تتهرب من لقاء عيوني
وكلماتك كم شعرت بها حائرة على شفاهك
تريد أن تبث إلي كلماتك بالكثير لكنها مترددة حائرة

فكُن في سمائي الغيمة
وكُـن الرعـد والإبـراق
ولتهل أمطار الخير على يديك
تروي صحارى عمري التعبة العطشى
وكُن لي البسمة التي تفني الدمعة
وامسح عن أحداقي مُلحقات الدهر
وعن جبيني آثار الزمن الظالم

ولأعود بين يديك طفلة
فما عرفتُ من طفولتي إلا الأوجاع
وكانت مرضعتي دُنيا غدارة ليس في حُضنها إلا الهلاك
ومهدي كان الشوك القدري

وسأكون لك عمراً جديداً
ودُنيا جديدة
تخط لك القادم بتفاصيل مختلفة
خلاقةً بقبيلة النساء التي تنتظرك لتخرج فتزين عالمك

انتظرك
لأكون المرأة التي تحتاج لتعيش كما تريد
أُريد أن أُحلق على يديك من جديد
وسأعمل على أن تولد أنت بين يدي من جديد
فنكوِّن الثنائي الذي لم يسبق له مثيل
وأعدك انك كل يوم ستجدني بحلةٍ جديدة
ستعيشها وتحبها اكثر
وأعدك أن تعود طفلا من جديد
ومشاكساً مراهقاً مرة أخرى فأجعلك تعيش عمرك من جديد
وسأعيش عمري بأفيائك كما أتمناه
فأنت وحدك القادر على إعادة تشكيله
وتذوقه معي بطعمه المتفرد الاستثنائي

أعدك بأن لا تندم
إلا على الوقت الذي قضيته بدوني وبعيدا عني
أعدك بأن أعوضك عن سنين الجفاف والحرمان
وأُعيد إليك العمر الذي مضى
لأني اعلم أنك وحدك من سيعيد لي ابتسامتي
والتي بدورها سوف تثمر سعادة تتراقصُ حولك ولك

أنت الميناء والمرسى
أنت الأمل والفرح المُعتَّق لي مُنذ الأزل
أنت المُنتظر من زمن الغابرين
فكن لي لأكون لك
لاني أُحبـك