الأربعاء، تشرين الأول ١٣، ٢٠١٠

كهولة قلب

يُرعبني صمتك
ايها الماهر في حرفة الصمت
تُخيفني ايماءاتُك
ايها الماكر في تضليل الايماءات


تتلاعب بالمواقف كما تتلاعب بالكلمات
طوعتَها بين يديك فاصبحتْ رهينة ارادتك
تمزقها ... تلملمها... تبعثرها

ومثلما تفعل بها يصير بحالي
مبعثرة الافكار
ممزقة الاحاسسيس

لا يقدر على اعادة لملمتي الا انت

كيف تجرؤ
على لصقي بالنافذة في انتظارك
أطِلُّ من شرفة الذاكرة
لاتفحص بقايا طريقك الذي سلكته دونما وداع
وأتحسس بقايا الأمس في خطواتك المتباعدة
فتهطل حبات المطر مشفقة علي
لتمحو آثار بصماتك على نافذتي المشروخة
وخطو اقدامك على طريقي المهجورة

أي قلبٍ تملكه أنت
ومن استبدله لك بقطعة الفحم بين أضلعلك!!!

قدومك ومغادرتك
كإعصار طاف على زرعٍ ندي

فتركه

غابة كهلة شاخت فيها الآمال وتقادمت بها سنون القحط





الأحد، آب ٠١، ٢٠١٠

خرقتَ سفينة العهد




رحلتَ وتركتَ الجُرح بحجم حبك
وبدأتُ أنا بعدك رحلة التيه


أين أذهب وانتَ كل جهاتي؟!!
إلى من التجيء وانتَ كل من لي!!
لمن اشتكي وانتَ كُل ناسي؟؟!!!

كنا نُبحر معاً
وتعاهدنا على التوحد
وحلّقنا في فضاء الاستثنائية
كنتَ كفايتي
وناضلتُ أنا لأكون كفايتك


لكنكَ خرقت سفينة العهد
وهجرتِ سفينتنا
وتركتني وحدي فيها
في بحرٍ لُجي
والامواج عاتية
ولا بارقة أمل لميناء أو مرسى

أهكذا توفى العهود!!!
أهذا جزاء من تحمل الإغتراب لك وفيك!!


كيف أُقاضيك
وقد نصبّتُكَ منذ زمنٍ بعيد حكماً
مُذ أدمنت الاغتراب والسفر في عينيك


لمن سأشكيك
وقد سكنتني ولم تترك لغيرك في قلبي وعمري مكان!!!



استحلفك بك قُلي ماذا أفعل؟؟!!!








الاثنين، تموز ١٢، ٢٠١٠

حزنـــــي أنـــــت



هذا الحزن بفراقك يطوقني بذراعيه ولا استطيع منه انفكاكا
ليتني ما عرفتك، ليتني يا أغلى مني ما احببتك
او ليتني لم اخلق لاعرفك

كيف لي اخفي عن الناس دمعي
كيف اخفي قطراتٍ انهالت من مآقيٍ كالآبار
كلما نضب النبع جاءه المداد حزنا يكبر ويكبر والتنهد يلسع الفؤاد ويدمي الهجة

فالى أي الجهات اذهب وأين التجئ من حزني عليك
من سيحميني من دموعي، من المي
من الحزن الضارب في اعماق اعماقي


من سيجيرني منك وانت كل الجهات
من سيخفف حزني عنك وانت كنت كل الامل
من سينقذني منك وانت الحكم والعذل!!!



الأحد، تموز ٠٤، ٢٠١٠

نكهة الشيح والقيصوم


لرؤياك نكهة أخرى

كعبق الحلفا والحبق في كروم العنب
يتذوقها المُشتاق لكل ما هو من رائحة بلدته القديمة

أو كرائحة مجرى عيون الماء لمغتربٍ يتنسم عبيرها
بعد طول غياب عن طعم الوطن

صباحٌ عِطرهُ النفل والبختري والخزامى
مثقلة بقطرات الندى قبيل الصبح
عندما يبدأ فجر الحصادين في الانبلاج


صباح منوّع القسمات
كتفاصيل عصبة رأس أمي
التي عودتني أن الماضي إرثٌ يجب أن لا يتثاقل منه الغد
وهي تحاكيني عن أمسنا الذي كان مترعاً بسنابل القمح في ربى الشوبك
والشيح والقيصوم والنعنع البري في وادي موسى

حتما عندما تتوه في مدينة البحر
ستبحث عنك وعن رائحة الوطن في تفاصيل ما حولك
عندما تسرقك البنايات العاليات والاشجار وارفات الضلال
ستتذكر بيضا والهيشة بهضباتها الصغيرة وشجيراتها الحنونة
ستذكر كل حبة رمل في الوطن

سشتاق لصباحات الوادي الندي
في الحي القديم و(امنيفه والكسار والمكون) وكل اطراف الوادي المترامية حبا ًوألفة
ستشتاق لتلك الصباحات
العارية من كل زيف عارية من أي تجمّل
المليئة بالصدق والرضى والسعادة

تلك الطقوس العذبة في الوادي الندي أمام بيوتنا المُعتقة
ستشتاق لتذوقها وتنسم عبيرها ذات يوم
وستشتاق لرفيقٍ تتكيء على ذاكرته
لتتشاركا العمر الماضي بروائحه العبقة بالذكريات
وتنظر بعينيه الى الغد برجاءٍ مكللٍ بالامنيات